الأمن الغذائي
وكشف جينيفر كلاب الخبيرة الاقتصادية المتخصصة في الأمن الغذائي في جامعة واترلو في كندا، إلى أن شركات آرتشر دانيالز ميدلاند، وبانج، وكارجيل، ولويس دريفوس المعروفة بـ “إيه بي سي دي”، تسيطر على 70 إلى 90 في المائة من تجارة الحبوب في العالم”.
وتوضح الأرقام أن الشركة الأمريكية العملاقة كارجيل، كبرى شركات التجارة بالمواد الغذائية في العالم، حققت أفضل نتائجها منذ 157 عاما، حيث حققت 6.68 مليار دولار من الأرباح الصافية بزيادة 35% في ختام العام المالي 2021/2022 التي انتهت في 31 مايو، كذلك كان العام 2022 استثنائيا لشركة “إيه دي إم” الأمريكية التي حققت أرباحا صافية قياسية وصلت إلى 4.34 مليار دولار بزيادة 60 في المائة.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية
أعلنت المنظمة غير الحكومية السويسرية “بابليك آي” في منتصف يناير أن في وقت يواجه الأمن الغذائي وأمن الطاقة لملايين الأشخاص تهديدا بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمواد الأولية، يحقق التجار أرباحا قياسية.
وقالت كلاب، إن كانت الشركات اشترت كميات من القمح في يناير 2022 تسليم بعد ثلاثة أشهر، قبل أن ترتفع الأسعار بسبب الحرب، فهي تمكنت من بيعها لاحقا بسعر أعلى بكثير، ولم يتراجع الطلب على الحبوب منذ ذلك الحين.
وقال غريغ هيكمان رئيس مجلس إدارة شركة بانج في فبراير “نبقى في موقع جيد للاستفادة من فرص الارتفاع التي تنتظرنا”.
المستفيدون من الأزمة
وأشارت كارجيل إلى أن الشركة ليست من يحدد أسعار المواد الغذائية، نافية أن تكون استفادت من الأزمة، بل أكدت أنها ساهمت في استقرار النظام الغذائي العالمي بدفع مساعدات بقيمة تقارب 162 مليون دولار لمنظمات إنسانية.
وتشير الشركات الأربع كذلك إلى الارتفاع الكبير في تكاليفها، من أسعار الأسمدة الأزوتية إلى النقل البحري مرورا بالمحروقات. فهذه الشركات الأربع غير المعروفة كثيرا من الجمهور العريض لا تكتفي بلعب دور الوسيط، بل أوضحت “إيه دي إم” أن أنشطتها تمتد من دالاس إلى دلهي إذ تملك أراضي وتؤمن بذورا وأسمدة للمزارعين وتشتري محاصيلهم من الحبوب ثم تنقلها في سفن وتخزنها وتعيد بيعها.
الوصول للمعلومات
ولفتت كلاب إلى أنها تملك بالتالي امتيازا في الوصول إلى المعلومات حول المحاصيل وحاجات العالم إلى الحبوب، ما يمنحها موقعا مهيمنا. وقال بات موني مؤسس منظمة “إي تي سي” غير الحكومية الكندية وخبير عمليات التركيز في الصناعات الغذائية “من المستحيل القول لن أتعامل مع كارجيل أو إيه دي إم”.
ورأى بات موني أن شركات إيه بي سي دي لم تقم بمهمتها الأساسية، وهي ضمان وصول الطعام إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليه بسعر مستقر. غير أن أرباحها الطائلة لم تواجه التنديد ذاته الذي واجهته الشركات النفطية الكبرى بسبب أرباحها الطائلة.
ونبهت مجموعة الخبراء الدولية حول الأنظمة الغذائية المستدامة “IPES-Food” وبين أعضائها جينيفر كلاب وبات موني، من أن فرض ضريبة خاصة تؤيدها منظمة أوكسفام الخيرية يمكن أن تصحح بعض الثغرات لكن مفعولها سيكون موقتا.