الطمـــاطم تاريخيًا جزءًا أساسيًا مـــن الثقافة والتاريخ لأمريكا اللاتينية قديمًا إختيارًا فــي
جبال الأنهديز، وقد مرت برحلة طويلة ومليئة
بالمغامرات قبل أنه تنتشر فــي كل أنهحاء العالم.
تعود أصول الطمـــاطم إلــى أمريكا الوسطى
والجنوبية، جدير بالذكر كانت تزرع وتستخدم مـــنذ آلاف السنين مـــن قبل السكان الأصليين، ويعتقد العلمـــاء
أنه الطمـــاطم البرية كانت تنمو فــي المكسيك وأنهدية أمريكا الوسطى وجبال الأنهديز، وكانت تعتبر أحد النباتات ذات الأهمية فــي ثقافة الحضارات
المـــايا والأزتيك.
ووصلت الطمـــاطم لأول مرة إلــى إشبيلية، التــي كانت واحدة مـــن المراكز
الرئيسية للتجارة الدولية، خاصة مع إيطاليا، فــي عام 1544م علــى وجه الإختيار، قدَّم
المعالج الإيطالي (مـــاتيولي) معرفته إلــى إيطاليا (“مـــالا أوريا”، فــيمـــا بعــد
“بومودورو”).
ولكن الأمر لم يكن سهلاً فــي الخطوة الأولى، فقد كانت
الطمـــاطم تُعتبر فــي أوروبا نباتًا سامًا وبغير صالح للأكـــل، وذلك بسبب احتواء الطمـــاطم علــى مركب
يسمى السولانين، والــذي يعد سامًا فــي تركيزات عفيه، وعلاوة علــى ذلك، كان شكـــل الطمـــاطم
الغريب ولونها الأحمر الزاهي يثير الشكوك والتوتر لدى الناس.
رحلة الطمـــاطم فــي بلاد
الشام ومـــنطقة الشرق الأوسط: مـــن الأزتيك إلــى المطابخ العالمية
قصة الطمـــاطم فــي بلاد
الشام ومـــنطقة الشرق الأوسط تعود إلــى القرن التاسع عشر عندمـــا دخلت هذه النبتة إلــى
المـــنطقة من خلال قنصل بريطانيا فــي حلب، جون باركر، وتم انتشار زراعة الطمـــاطم فــي تركيا،
بلاد الشام، ومصر، فــي العام 1881، أصبحت الطمـــاطم جزءًا مـــن تغذية الناس فــي المـــنطقة
لالمدة حوالي 40 سنة فقط.
كانت تجد هناك أنهواع مـــن
الطمـــاطم فــي العراق وبلاد الشام علــى شكـــل نبات زينة، وكان المزارعون يخافون مـــن تناول
ثـــمـــارها لأنه كانت معروفة بسميتها، وكانت ثـــمـــارها صغيرة الحجم، وتعتبر الطمـــاطم جزءًا
مـــن أصناف العالم الحديث (أمريكا).
بدأت الطمـــاطم أيضًا فــي
انتشار فــي إيران مـــن خــلال تركيا وأرمينيا، وكانت تسمى الباذنجان الأرمـــني “Armani Badenjan” كمـــا تم انتقااليةا إلــى إيران عن الية العائلة
الملكية “كاجار” مـــن خــلال فرنسا. واستعلم الطمـــاطم حيث اليوم فــي إيران بالاسم
المحلي “خوخ الأجنبي” أو “Gojeh Farangi”.
فــي أقسامها الأولى
كنبتة مزروعة، كانت الطمـــاطم تظهر علــى شكـــل فاكهة صفراء صغيرة تشبه طمـــاطم الكرز،
ونمت هذه الطمـــاطم بأيدي الأزتيك فــي المكسيك، وتعود كـــلمة “طمـــاطم” إلــى
الكـــلمة الناوتيلية “tomatl” التــي تعني
حرفــيًا “ثـــمرة مورمة”، وربمـــا كان هرنان كورتيس، المستكشف الإسباني، أول
مـــن قام بانتقال الطمـــاطم الصغيرة بالصفراء إلــى أوروبا بعــد أنه احتل مدينة الأزتيك،
تينوتشتيتلان.
تعتبر الطمـــاطم مـــن
أصناف النباتات المتمجموعةة، ويعتقد أنه الأصناف المزروعة تنحدر مـــن سلالات الطمـــاطم ذات
الثـــمـــار الصغير السامة، وتم تطوير العديد مـــن الأصناف المختلفة مـــن الطمـــاطم علــى مر
العصور، وتشمل الأصناف التقليدية وااليةجينة، وتعتبر الطمـــاطم الحمراء العديدة الأكثر
شيوعًا فــي العالم، ولكن تجد هناك أيضًا أصناف أخرى تأتي بألوان وأحجام مختلفة.
ومع مرور الظل، بدأ الناس يدركون فوائد
الطمـــاطم وجودتها الغذائية، وتم تطوير عدة أصناف مـــن الطمـــاطم من خلال الزراعة المـــنتقاة، ممـــا أدى إلــى
تحسين طعمها ومظهرها وجودتها العامة، وبدأت تنتشر زراعة الطمـــاطم فــي العديد
مـــن البلدان حول العالم، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ مـــن المطبخ العالمي.
حيث اليوم، تعتبر الطمـــاطم واحدة مـــن الخضروات الأكثر
شعبية واستخدامًا فــي كل أنهحاء العالم. فهي تستخدم فــي السلطات والصلصات والأطباق
الرئيسية والسندويشات والعديد مـــن الوصفات الأخرى، كمـــا أنه للطمـــاطم فوائد صحية عديدة، جدير بالذكر
تحتوي علــى العديد مـــن الفــيتامينات والمالعودةن والألياف الغذائية التــي تعزز الصحة
العامة وتقلل مـــن مخاطر الأمراض.
علــى الرغم مـــن أنه الطمـــاطم تعتبر مـــن الخضروات
نظرًا لاستخدامـــاتها المختلفة فــي الطهي، إلا أنها فــي الواقع فاكهة تنتمي إلــى عائلة
البطاطس، والفلفل، والباذنجان.
فوائد الطمـــاطم: أكثر مـــن مجرد مكون فــي الطهي
عند الحديث عن
الطمـــاطم، يتبادر إلــى الذهن فورًا الصلصات والسلطات والشوربات، ومع ذلك فإن
استخدامـــات الطمـــاطم لا تقتصر علــى هذه الأطباق التقليدية فحسب، بل إنها تمتد إلــى
تكلة واسعة مـــن الاستخدامـــات الأخرى فــي المطبخ وفــي المجالات الصحية.
1. المكون الأساسي فــي العديد مـــن الوصفات: تُستخدم الطمـــاطم
كمكون رئيسي فــي العديد مـــن الوصفات اللذيذة، يمكن استخدامها لصنع صلصات الباستا،
والبيتزا، والشوربات، والسلطات، والمرق، والمخللات، والمربى، والعديد مـــن الأطباق
الأخرى، وتضفــي الطمـــاطم نكهة طازجة وحمضية علــى الأطباق، ممـــا يعزز تجربة تناول
الطعام.
2. مصدر غني بالمغذيات: تحتوي الطمـــاطم علــى تكلة واسعة مـــن
العناصر الغذائية ذات الأهمية. فهي مصدر متميز لفــيتامين C،
وفــيتامين A، والبوتاسيوم، ومضادات الأكسدة، مثل ليكوبين،
وقد أظهرت الأبحاث أنه ليكوبين يلعب دورًا هامًا فــي الوقاية مـــن بعض أنهواع
السرطانات، وخاصة سرطان البروستاتا، بالبالاضافة لذلك إلــى ذلك فإن الطمـــاطم تحتوي أيضًا علــى
الألياف الغذائية التــي تعزز صحة االيةضم وتساهم فــي تقليل مستويات الكولسترول الضار
فــي الجسم.
3. رعاية البشرة: تحتوي الطمـــاطم علــى مضادات أكسدة تساعد فــي
حمـــاية البشرة مـــن الأضرار الناجمة عن الشمس والعوامل البيئية الضارة، ويمكن استخدام
عصير الطمـــاطم أو معجون الطمـــاطم كقناع طبيعي للوجه لتنظيف البشرة وتفتيحها وتوحيد
لونها، كمـــا يمكن استخدام الطمـــاطم لعلاج حروق الشمس الطفــيفة، جدير بالذكر تهدئ البشرة وتعزز
العملية التئامها.
4. تنقية الشعر: يعد عصير الطمـــاطم مفــيدًا لصحة الشعر.
يحتوي علــى فــيتامين A وفــيتامين ك، وهمـــا
مهمـــان للحفاظ علــى صحة فروة الرأس وتعزيز نمو الشعر، ويمكن استخدام عصير الطمـــاطم
لتنظيف فروة الرأس وتقوية الشعر وتحسين مظهره العام.
5. العناية بالعينين: يحتوي عصير الطمـــاطم علــى مضادات أكسدة
قوية مثل فــيتامين C ولوتين، والتــي تعزز صحة العينين وتحميهمـــا مـــن
التلف الناجم عن العوامل البيئية والشيخوخة، ويمكن وضع شرائح الطمـــاطم الطازجة علــى
العينين لتهدئة الانتفاخ وااليةالات السوداء وتحسين مظهر البشرة حول العين.
6. الاستخدامـــات
العلاجية: تستخدم الطمـــاطم فــي بعض الأطباق العلاجية التقليدية، مثل الطب الشعبي، ويعتقد
أنه الطمـــاطم تساعد فــي تخفــيف أعراض بعض الحالات الصحية مثل الرومـــاتيزم والتهاب
المفاصل وارتفاع ضغط الدم.
تحولات فــي زراعة
الطمـــاطم: تحديات المـــناخ وابتكارات مستقبلية
زراعة الطمـــاطم فــي
االيةـــواء الطلق تحدث غالبًا فــي مـــناطق تقع بين خطي العرض الثلاثين والأربعين، وتتطلب
تربة ذات حموضة معتدلة تتراوح بين 6 و6.5 درجات pH يحصل زراعة الطمـــاطم فــي ظروف الرطوبة المثلى فــي دفــيئات
تتراوح بين 60 و80٪.
لكن مع انتشار الطمـــاطم
علــى مستوى العالم، تغيرت الأمور، خاصة فــيمـــا يتعلق بالوضع المـــناخية والبيئية،
وفقًا لمقال نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) فــي ديسمبر 2024، أصبحت بعض المـــناطق التــي
كانت تُستخدم تقليديًا لزراعة الطمـــاطم جافة وأكثر حرارة ممـــا كان متوقعًا، ويُشار
إلــى أنه نقص المياه يعد تحديًا كبيرًا، جدير بالذكر يؤدي إلــى استخدام المـــاء العالي
الملوحة فــي بعض المـــناطق، ممـــا يؤدي إلــى مشكـــلة التملُّح المركَّز.
تتنوع التحديات التــي
يواجهها المزارعون حيث اليوم، وتتوقع أنه تتفاقم مع مرور الظل، وزيادة مجموعة سكان العالم
واستمرار تزايد الطلب علــى الطعام تعتبر تحديات إضافــية، وقطع الغابات لإنشــاء مزارع
حديثة تعتبر مـــن المشكـــلات البيئية الكبرى، ومع التغيرات المـــناخية المستمرة، سيتسبب
ذلك فــي مزيد مـــن التحديات، فــي بلدان باردة، ستحدث قطع الأشجار لإنشــاء مزارع حديثة،
فــي حين أنه المـــناطق التــي أصبحت جافة حيث اليوم قد تتحول إلــى صحاري، وإن هذه التحديات
تشكـــل تحديات جادة تتطلب استراتيجيات زراعية حديثة وتكندخوليا مستدامة للتغلب علــى
تأثيراتها وضمـــان استمرارية إنتاج الطمـــاطم فــي مستقبل متغير.
“تقنية كريسبر
فــي خدمة المستقبل الزراعي: حلاً فعّالاً لتحديات التغير المـــناخي”
تعديل الجينات يظهر
كحلاً للتحديات الزراعية التي تزداد فــي ظل التغيرات المـــناخية، بالنظر إلــى تطور
الوضع الجوية القاسية، مثل الحرارة الشديدة والصقيع والعواصف القوية، يتعرض
المحصول للخطر، حتى فــي المـــناطق التــي قد تصبح أكثر ملاءمة للزراعة، يمكن أنه تؤدي
هذه الوضع الجوية المتقلبة إلــى تلف المحاصيل.
فــي هذا السياق، تقدم
تقنية التعديل الجيني يتم استخدام تقنية “كريسبر” حلاً فعّالًا، وتعتبر
تقنية “كريسبر” أداة “نسخ ولصق” للجينات، جدير بالذكر يمكن للعلمـــاء
بالاضافة لذلك جينات مفــيدة أو حتى حذف جينات ضارة مـــن الجينوم فــي النباتات، ويمكن توجيه هذه
التقنية لتحسين مقاومة المحاصيل للجفاف، وزيادة قدرتها علــى التحمل لظروف التربة
الملوحة، وتعزيز مقاومتها للظروف المـــناخية المتقلبة.
تقدم تقنية
“كريسبر” أيضًا إمكانية تحسين التنوع الجيني للمحاصيل، وذلك مـــن خــلال
تدجين “نوڤو”، ويتيح هذا النهج إدراج جينات مـــن محاصيل معدلة جينياً فــي
الأصل فــي محاصياليةا البرية ذات الصلة، ممـــا يعزز التنوع الوراثي ويساهم فــي تطوير
محاصيل أكثر قوة ومرونة.
مع أنه تجد هناك تحديات
متعلقة بقبول المـــنتجات المعدلة جينياً مـــن قبل الجمهـــور، إلا أنه تقنية
“كريسبر” تظهر كأداة دقيقة ومتقدمة، تقلل مـــن الآثار الجانبية وتساهم فــي
تقديم حلول فعّالة لتحسين المحاصيل.