الأنظمة الغذائية السليمة والروتين الصحي، هدف يتمنى كثير من الناس الوصول له،
فمع ازدياد مُغريات الطعام من حولنا، ودخولنا في فصل الصيف، الذي يزداد فيه رغبتنا
في تناول السكريات والحلوى الصيفية الشهية مثل الآيس كريم، نكون أكثر عُرضة للزيادة في الوزن، واكتسابنا لكثير من الدهون، وهذا قد يؤثر في الحالة النفسية
لدى كثير من الناس، ما قد يعيق الشخص من الالتزام بالحمية الغذائية.
(فود توداي)
حاورت الدكتورة نشوى فؤاد استشاري السمنة والتغذية العلاجية، عن طرق استعادة
النظام الغذائي، وأولى الخطوات التي تتبعها الأم مع طفلها المريض بالسمنة، ونظام
الصيام المتقطع، وأسئلة أخرى تجدها في الحوار التالي.
من وجهة نظرك، ما أسباب السمنة؟
أسباب السمنة لا تكمن في الطعام فقط، هناك أسباب كثيرة مثل عدم ممارسة
الرياضة، فإذا كان الشخص ليس قادرًا على ممارسة الرياضة أو الذهاب لإحدى الصالات
الرياضية، فهناك حل بسيط وهو أن يمارس في منزله أي نوع من الرياضة 10 دقائق
بشكل يومي.
أيضًا توجد علاقة بين السمنة وقلة النوم، لأن النوم أقل من 7 ساعات
يؤدي إلى زيادة مستوى الكورتيزول في الجسم وهذا يؤثر تأثيرًا كبيرًا في الحرق.
كذلك التوتر والضغط العصبي يساعدان على السمنة ويعرقلان حرق الدهون، كذلك
المشروبات أحد العوامل الرئيسية في السمنة، نظرًا لاحتوائها على كثير من
السكر.
هل عدد ساعات النوم عامل مهم لحرق الدهون؟
نعم بالتأكيد، فالأشخاص من عمر 18 سنة إلى 60 سنة يحتاجون من 7 إلى 8 ساعات
نوم يوميًا في الليل، فهذه الساعات تضبط هرمون الشهية، لذلك نلاحظ
أن الأشخاص المعتادين على السهر شهيتهم طوال الوقت مفتوحة، أيضًا قلة النوم تقلل هرمون الشبع، فيجد الشخص نفسه يأكل طوال اليوم ولم يشعر بالشبع، أما
الأشخاص الذين ينامون أكثر من 8 ساعات من الضروري أن يجروا بعض الفحوصات للتأكد من
سلامتهم، لأن هذا ليس طبيعيًا.
كيف يمكننا استعادة النظام الغذائي بعد عودتنا من إجازة الصيف؟
أول شيء هو أن يبدأ الشخص بأسهل شيء، لأن هناك عدة أشخاص يبدؤون بأشياء
صعبة ما يعرقلهم من استعادة نظامهم الغذائي، فمثلًا إذا كان الشخص معتادًا قبل
إجازة الصيف على عمل طبق سلطة يوميًا، فمن الضروري أن يعود إلى هذه العادة بعد
عودته من الإجازة، فأهم شيء في الأنظمة الغذائية هو البدء بالتدريج في استعادة
عادات الطعام الصحية، والأسبوع التالي ابدأ وضع أشياء جديدة في نظامككككك الغذائي،
كي تشعر بالإنجاز وتهيئ جسمك للحمية الغذائية.
هل نظام الصيام المتقطع كافيًا لإنقاص الوزن؟
أنا لا أعتبر الصيام المتقطع من أنظمة الحمية الغذائية، ولكن هو أسلوب حياة
جيد للامتناع عن الأكل في فترة الليل، فمتبعو الصيام المتقطع يجب عليهم
أن يمتنعوا عن تناول الطعام بعد الساعة السادسة والسابعة مساءً، لأن بعد هذا
التوقيت يقل الحرق لدى الشخص، بالإضافة إلى أن نظام الصيام المتقطع يحفز على
مقاومة الأنسولين، أيضًا نظام الصيام المتقطع يعد أحد العوامل التي تساعد على المحافظة على الوزن المثالي.
ما الطريقة التي تساعدنا على إنقاص الوزن دون إلحاق الضرر بالعضلات؟
المياه والرياضة من العوامل الرئيسية للحفاظ العضلات، فإذا جعل الشخص
رياضة المشي روتينًا في حياته اليومية، سيحرق الدهون بشكل أكثر ويحافظ
على الكتلة العضلية، بالإضافة إلى تقليل مقاومة الأنسولين.
ما أول خطوة يجب أن تتخذها الأم لأطفالها الذين يعانون السمنة في نظامهم
الغذائي؟
أول خطوة هو خلق بيئة صحية للطفل حتى يتمكن من الاستمرار في نظامه الغذائي،
فمثلًا لا يصح أن أجعل الطفل يتبع إحدى الحميات الغذائية في منزل تكثُر فيه
الحلوى والوجبات السريعة والأطعمة المقلية، وأيضًا ليس من الطبيعي أن يأكل الطفل
كل يوم حلوى وشوكولاتة لأنهما لا يؤثران في السمنة فحسب، بل يؤثران في أشياء
عديدة أخرى مثل صحة الأسنان وصحة القلب، ويزيدان من فرصة إصابة الطفل بمرض السكر
في الكِبر، فالطفل لا يحتاج إلى سكريات ولكنه يحتاج إلى الفاكهة وتناول النشويات
المركبة، فأول شيء يجب أن تفعله الأم هو النظر على العادات الغذائية المُتبعة داخل
منزلها ثم تبدأ ضبط تلك العادات.