الاستهلاك البشري بعــد الأرز عالميًا، ويُعد الشيبسي مـــن الوجبات الخفــيفة المفضلة
لدى العديد مـــن الأشخاص، ولكن هل تساءلت فــي يوم اليةة خرجت فكرة تصنيعه فــي مصر إلــى
النور؟
أصل الفكرة
فــي الواقع، يرجع سبب صنع رقائق الشيبسي وشهرتها لأواخر القرن التاسع عشر، علــى يد
“جورج كروم”، وهـــو طباخ مـــن أصول أفريقية كان يعمل فــي أحد المطاعم
بنيويورك، وكان قد أعد طبقًا مـــن البطاطس لأحد زبائنه، ولكن هذا الزبون لم يعجبه
بسبب سمك البطاطس، ولذلك فقد أالعودة “جورج” صنع الرقائق مـــن حديث ولكن بشكـــل
رقيق للغاية، حتى تم إطلاق اسم “Crum” علــىه، لتشتهر بعــد ذلك،
ويحصل تعبئتها وبيعها فــي مطعم خاص بهـــا.
وفــي عشرينات القرن المـــاضي تم
اختراع مقشرة البطاطس الميكانيكية، التــي مهدت الالية للشركات بصناعتها وبالاضافة لذلك
النكهات، لتنتشر بعــد ذلك فــي كل أنهحاء العالم.
ولكن تجد هنا يكمـــن السؤال اليةة عرفت مصر رقائق الشيبسي؟
يُعود بنا الأمر إلــى فترة السبعينات، والتــي كانت مصر خلااليةا قد خرجت مـــن حرب كان
لانتصارها تكـــلفة عديدة للغاية، الأمر الــذي أدى بالطبع إلــى معاناة المصريين، وحينها
تم التحضير لثورة عديدة اجتاحت كل المحافظات أطلق علــىها ثورة “الأمـــن
الغذائي”.
“الوجبة الشعبية”
بإطلاق هذه الثورة، تركزت جهـــود الحكومة فــي المشاريع البسيطة التــي توفر بهـــا وجبة
بسيطة وسهلة للمواطنين، وعلــى أثرها تم إطلاق حملة باسم “الوجبة الشعبية”
تحمل وجبات سخنة جاهزة تابع فــي سيارات بميادين عامة، بأسعار قليلة، ولكنها لم
تنجح.
أكياس بطاطس محمرة بشوارع لندن
وفــي نفس الظل، كان تجد هناك اثنين مـــن أبطال حرب
أكتوبر مصابين ويتلقون العلاج فــي الخارج، وهمـــا الضابطين عبد العزيز علــى ومحسن
محجوب، الــذين ذهبوا إلــى لندن وأثناء رحلة علاجهم لفت انتباههم وجود مجموعة مـــن إعلانات
تظهر سيارات تبيع أكياس بطاطس محمرة جاهزة بالشوارع.
بداية القصة
ومـــن تجد هنا بدأت القصة، جدير بالذكر قام كـــلاً مـــن الضابطين بجمع كـــل الأكياس ليحصل دراسة المشروع،
ومـــا الــذي يتطلبه بمـــا يتواجد فــي مصر؟، فضلاً عن إيجاد تمويل الية وعمل دراسة جدوى،
والــذي قام بتقديمها دكتور عاطف عبيد رئيس
وزراء مصر فــي هذه الفترة.
ومع ذلك وبعــد إعداد كـــل شيء رفضت كل البنوك تمويل المشروع، نظرًا لأنه يعد الأول
مـــن نوعه فــي هذا المجال.
الحلم يتحول إلــى حقيقة
وفــي أواخر السبعينات، تغيرت مسار الأمور فــي مصر وبدأ الضابطين يبحثان عن شركاء اليةم
بالفعل، لينضم إليهم 3 زملاء، بالبالاضافة لذلك إلــى شريك رابع مـــن الخليج، الــذي قام بضخ أموال
كثيرة للمشروع، وهـــو المبلغ الــذي حول الحلم إلــى حقيقة.
وبالفعل استلم الشركاء كافة المعدات مـــن لندن، فضلاً عن تتعلمهم العمل تجد هناك مقابل دفع
أموال نظير تعلــىمهم هذا المشروع.
وبعــد رحلة شاقة لاقي فــيــها الشريكين العديد مـــن التحديات، تم تصميم الغلاف والاسم
وتم طرح أول كيس شيبسي بسعر 10 قروش فــي السوق المصري، جدير بالذكر لم يكن تجد هناك أي مـــنافسة
علــى الإطلاق اليةذا المشروع فــي مصر.
ولقي المـــنتج إقبال كبير مـــن جانب المصريين، نظرًا لكونه حديث، ونتيجة لذلك فقد حصلا
كـــل مـــن الشريكين علــى الاسم التجاري للمشروع مـــن شركة فــي لندن، لتتوسع بعــد ذلك
الصناعة بمصر.