جاء الشيف “أبو جوليا” ضيفًا مع “شازيا ميرزا” في حلقة تحت عنوان “فلسطين في بيتنا” كجزء من حملة “إنهاء الفصل العنصري الإسرائيلي”، والتي تحدث فيها لأول مرة عن طفولته في فلسطين وكيف عاشها وإلى أي مدى أثرت تلك اللحظات الصعبة على بداية مسيرته الحافلة في عالم الطبخ.
“تعودت أن أطبخ مع صوت الانفجارات”، هكذا افتتح أبو جوليا حديثه عن طفولته بمدينة “غزة” بحي “الشجاعية”، ويتناول قصة طبخه تزامنًا مع صوت الانفجارات التي أصبح شيئًا عاديًا بالنسبة للمواطن الفلسطيني الذي عاش عمره كله محاطًا بهذا الجو الغير أدمي والغير مناسب لطفل صغير يحاول أن يعيش حياة طبيعية، ليصبح الطبخ هو مهربه الوحيد لينسى كل ما حوله.
التضييق على الفلسطنيين بالشوارع وصوت الانفجارات بغزة، منعت “أبو جوليا” من الطبخ بحرية فلم يستطع الذهاب للسوبر ماركت لشراء ما يحتاجه، فكان الشيء الوحيد المتوفر في المنزل هو “البطاطا”، فلم يتبقى لديه سوى الخبز المعد بالمنزل والفلفل الحار والبطاطا دون توافر أي خيارات غيرهم، ليكون الطعام الرسمي له على مدار الأيام دون أي تغيير!
يوم لا ينساه “أبو جوليا”
في أحد الأيام التي كان يترك “أبو جوليا” باب البلكونة مفتوحًا كما تعود دائمًا، تفاجئ بسماع صوت عاليًا جدًا لم تتحمله أذنه على استيعابه القادم من طائرة مرت فوق بيته على مسافة قريبة جدًا، فشعر “أبو جوليا” بالفزع والصدمة وكأن الطائرة اصطدمت ببيته، ليظل تلك اليوم عالقًا في ذاكرته منذ أن كان صغيرًا حتى يومنا هذا.
كما تطرق أبو جوليا للحديث عن طبيعة الشعب الفلسطيني المعروف بحبه للتجمعات، حيث حكى أن الأهالي يتركون أبواب البيوت مفتوحة دائمًا، كي يتعاملوا كأسرة واحدة لا توجد أي فوارق بينهم، دون حسبان لأي فروقات في العرق أو الدين أو الثقافة، ولكن تجمعهم فكرة واحدة وهي الدفاع عن الأراضي الفلسطينية حتى أخر نفس لديهم في الحياة.
وتناول “أبو جوليا” أبرز المشكلات التي تواجه الشعب الفلسطيني مثل فصل الناس عن بعضهم في الضفة الغربية، والتقسيمات، والأمن، ليصفه بالـ”عنصرية” في كافة المجالات كالثقافة والدين والتجارة وكل شيء، مضيفًا بأنه من دوره محاولة التخلص من تلك الإشكاليات قدر الإمكان وشرح هذا للناس، ليختتم تلك الحلقة بشكر الشعب الفلسطيني الذي سيظل فخورًا بانتمائه له مهما حدث.