مع الزيادة السكانية المتزايدة وضيق الرقعة الزراعية وتزايد الطلب على السلع الغذائية وفى مقدمتها الفواكه والخضراوات ، كان لابد من توجه الدولة المصرية إلى البحث عن حلول ، منها زيادة استصلاح الأراضى لصحراوية وتغليظ عقوبات التعدى على الأراضى السوداء فى الدلتا والوادى وتحديث منظومات الرى والزراعة لتحقيق أقصى استفادة من كميات المياه المتاحة ، فضلا عن إطلاق المشروع القومى للصوب الزراعية ، الذى يعمل على توافر المنتجات الزراعية طوال العام ، ليحل أزمة نقص بعض المحاصل الخضرية بين العروات
ويعتبر المشروع القومى للصوب الزراعية بمنطقة قاعدة محمد نجيب بالصحراء الغربية ، من أهم المشروعات التى تضاعف الإنتاج من خلال تكنولوجيا الزراعة المحمية ، الخالية من المبيدات ، حيث يتم انتقاء البذور والتقاوى من أفضل الأنواع العالمية ، وإنتاج محاصيل خضرية ذات مواصفات عالية الجدوى تكفى السوق المحلى فى فترات الفواصل بين العروات المختلفة وتلقى رواجا كبيرا فى الأسواق الأوربية والأمريكية والخليجية ، كما عملت على توافر الفواكه والخضراوات الأساسية طوال العام بالأسواق وانخفاض سعرها عما كان يحدث فى السابق وقت زيادة الطلب وتراجع المعروض فى العروة الصيفية أو الشتوية
بدأ المشروع القومى للصوب الزراعية، على مساحة 100 ألف فدان، في 7 مناطق مختلفة، بناء على توزيع المشروع القومي لاستصلاح الأراضي، وهي مناطق، غرب المنيا، وغرب غرب المنيا، والمغرة، وسيناء، والمراشدة 1، والمراشدة 2، وحلايب وشلاتين، ويستهدف إنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة، مع تحقيق أفضل جودة للمنتجات الطازجة الخالية من الملوثات، وإتاحة المعروض بالأسواق المحلية بكميات تسمح بزيادة تداولها، فضلًا عن تعظيم الاستفادة من وحدتي الأرض والمياه، وخلق فرص عمل جديدة بمناطق الاستصلاح المستهدفة، حيث يوفر المشروع أكثر من 300 ألف فرصة عمل للشباب من خريجي الجامعات من التخصصات المختلفة وخريجي كليات الهندسة والزراعة، إلى جانب توفير فرص عمل للعمال والفلاحين، بالإضافة إلى تلبية احتياجات التصدير من منتجات هذه الصوب، التى تتميز بقلة استهلاكها لمياه الرى بنسبة 40%، وقلة الفاقد من منتجاتها، مع الإسهام فى إنتاج التقاوى الزراعية، والحد من الاستيراد.
ومع أهمية المشروع القومى للصوب الزراعية الذى يعتبر من أفضل المشروعات العملاقة التى تستغل وحدتى الأرض والمياه أفضل استغلال، يحاول البعض التقليل من أهميته أو تشويه الإنجازات الزراعية المتحققة من خلاله ، علما بأن الصوبة الزراعية الواحدة تعطى إنتاجية بمقدار 5 أضعاف المساحة المماثلة المكشوفة ، كما توفر فى المياة والأسمدة وتقدم أفضل التقاوى والبذور للزراعات المقبلة، كما تقى النبات من التغيرات المناخية مثل موجات الحرارة الشديدة التى تفسد الخضراوات الورقية ، أو موجات الشتاء البارد التى تفسد المحاصيل ،وتساهم في عدم إنفلات الاسعار
وكشف تقرير صادر إدارة البساتين والحاصلات الزراعية بوزارة الزراعة المصرية أن المشروع القومى للصوب الزراعية يسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الزراعية ، وأن الزراعة المحمية بالصوب الزراعية تؤثر بالإيجاب على الاقتصاد المصري بشكل مباشر وغير مباشر بمعنى أنها تتيح زراعة المحاصيل وخاصة الخضراوات في غير مواسمها وفى فواصل العروات وبذلك يحصل توازن في أسعار السلع والخضروات، كما أن المحاصيل المنتجة داخل الصوب الزراعية أفضل من حيث الجودة لأنها معزولة عن المحيط الخارجي ويستخدم المهندسون الزراعيون مبيدات عضوية خاصة من المخصبات والأسمدة لمواجهة الآفات